قال د.أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أنه لازالت هناك بعض الاختناقات المتعلقة بالحصول على رغيف الخبز والتى يتابعها باستمرار، مؤكدا أن صناعة الخبز فى مصر لا تزال متخلفة تستخدم نفس الأساليب السائدة منذ مائتي عام، مشيرا إلى ان المخبز البلدي لم يتطور فى مصر فى الوقت الذي قطعت فيه صناعة الخبز فى العالم،أشواطا سريعة فى التحديث والجودة وفى توفير الطاقة والفاقد والمحافظة على البيئة.
وأضاف د.أحمد نظيف، في حواره مع الصحفيين المعتمدين لدى مجلس الوزراء ،أن الحكومة تقوم حاليا من خلال مجموعة عمل وزارية، بوضع خطة وبرنامج تنفيذي شامل، يتناول جميع حلقات تطوير صناعة الخبز،باعتبارها أكبر صناعة فى مصر حيث يصل حجم إنتاجها الى 240 مليون رغيف مدعوم يوميا.
وأشار إلى انه من بين ملامح هذه الخطة دعوة القطاع الخاص للانضمام إلى الحكومة، لإنشاء مخابز جديدة تماما لها مواصفات عالية الجودة، مع إقامة شبكة كبرى للتوزيع فى جميع المحافظات، بحيث تنتج هذه المخابز 10% من طاقة الخبز أى نحو 24 مليون رغيف، مع التركيز على المناطق الحضرية فى المرحلة الأولى، مع استمرار انتاج الرغيف المدعوم، ولكن مع تجويده وتحسين أسلوب توزيعه بحيث يباع مغلفا فى أكياس كل كيس يحتوى على خمسة أرغفة فى المنافذ ولدى البقالين والسوبر ماركت.
وقد أكد الدكتور أحمد نظيف أن الإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها فى شهر مايو 2008، ومن بينها رفع أسعار الوقود، لم تسفر عن زيادة معدلات التضخم كما كان يتوقع المنتقدون لها،بل على العكس فقد انخفضت نسبة الزيادة الشهرية فى معدل التضخم إلى أدنى مستوياتها لتصل إلى 6ر0 % في شهر يونيو الذي تراجعت فيه أسعار المواد الغذائية، بينما زاد استهلاك المواد البترولية بنسبة 15% رغم إجراءات مايو مما يعنى نمو النشاط الاقتصادي، وهى مسألة مهمة فى اقتصاد السوق حيث يؤدى زيادة الاستهلاك الى تحريك الاقتصاد.
كما أكد الدكتور نظيف أن الاقتصاد المصري بخير رغم المخاوف من حدوث ركود عالمى، حيث أن الاقتصاد المصري يتسم بالمرونة والتنوع، ويقوم على قطاعات انتاجية وخدمية عديدية ، وأننا نسير فى الاتجاه الصحيح رغم التحديات الداخلية والخارجية ، ومن بين هذه التحديات أن يشعر جميع المواطنين بثمار النمو.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تعمل جاهدة على تأمين احتياجات المواطنين من الغذاء فى ظل الارتفاع المتصاعد فى أسعار المواد الغذائية عالميا، والذى أشارت مديرة برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة فى لقاها معه الى أنه تجاوز 50% خلال الفترة من يناير الى يونيو 2008.
وقال نظيف ان الحكومة تقوم بتنفيذ إستراتيجية للتوسع الزراعي، وذلك لتعويض النقص فى الحبوب خاصة القمح والمحاصيل الزيتية ، وتحقيق سياسة تأمين الغذاء وهى أكثر شمولا من سياسة الاكتفاء الذاتي التى تعنى زراعة جميع الأصناف، موضحا أن تأمين الغذاء يعنى توفيره للمواطنين بأكثر السبل أمانا، مثل تأمين وتنويع مصادر الغذاء والمفاضلة بين الموردين،وتحسين نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح عن طريق تقليل الفاقد فى النقل والطحن والاستهلاك مثل استخدام الخبز كعلف، مشيرا الى أن بعض الخبراء يقدرون الفاقد فى القمح بما نسبته 30%.
وأضاف أن هناك اتجاها لتحويل الموانىء المصرية إلى قواعد ترانزيت للأغذية ، حيث أن مصر تتمتع بموقع جغرافى استراتيجى بين قارات العالم، ويمكنها بناء صوامع لتخزين الحبوب القادمة من القارة الأسيوية لإعادة تصديرها الى الدول التى تحتاجها الى جانب الحصول منها على ما تحتاجه الأسواق المصرية.
وحول المخاوف من أن تؤثر القرارات الاقتصادية بفرض ضريبة على الطاقة المستخدمة فى مصانع المناطق الحرة على اقبال المستثمرين على إقامة مشروعات فى مصر..أوضح الدكتور نظيف،أن هذه الضريبة لن تؤثر على الاستثمار لأن مصر أصبحت منطقة جاذبة للاستثمار، ومايهم الحكومة هو تشجيع الصناعات كثيفة العمالة وليست كثيفة استخدام الطاقة.
كما أوضح أنه تم رفع سعر الغاز الطبيعى المستخدم كطاقة لمصانع الأسمدة، ولكن لم يتم رفع سعر الغاز المستخدم كمادة خام فى هذه المصانع،لأن سعر الغاز الذى يستخدم فى الانتاج تربطه عقود طويلة.
وحول ما أثير من تعثر تجربة مزارع شباب الخريجين،أعرب الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عن اعتقاده، بأن السبب وراء تعثر الشباب أصحاب هذه المزارع الصغيرة فى الأراضي الجديدة، هى احتياج الاستصلاح لأموال كبيرة وجهد مكثف وقدرة على التسويق والإدارة، ودعا الى ربط مزارع الخريجين الصغيرة بمزارع كبار المستثمرين التى تتمتع بالتمويل الكبير وبالقدرة على التسويق،بحيث يمكن أن يزرع الشباب محاصيل معينة لصالح المزارع الكبرى التى توفر التمويل والتسويق،كما دعا إلى تأسيس شركات جماعية لاستصلاح الأراضي وزراعتها بشكل تعاوني.
وردا على سؤال حول عدم بيع بنك القاهرة، أكد الدكتور أحمد نظيف أنه لن يتم بيع البنك إلا بعد تحقيق السعر الذى يستحقه، كما أكد أن بنك القاهرة تم تطويره بشكل جذرى، وأصبح وضعه أفضل حتى من بنكى الأهلى ومصر، حيث تم التخلص من القروض المتعثرة، مشيرا إلى انه لابد أن يقبل الأفراد على الإيداع فيه لأنه أصبح أكثر تطورا، أما مسألة بيعه فيدرسها المتخصصون حاليا.
وحول عرض بنك القاهرة للاكتتاب العام،أوضح رئيس مجلس الوزراء..أن الهدف من طرح بنك القاهرة ليس هو الحصول على المال، وإنما تطوير الادارة فى إطار برنامج الحكومة لتحديث الجهاز المصرفى فى مصر، وذلك لزيادة قدرته على المنافسة وليتماشى مع الاتجاهات العالمية فى المصارف ، مشير الى النجاح الذى حققه بنك الاسكندرية بعد بيعه.
وحول آخر موقف بالنسبة لمصنع أجريوم ، أوضح الدكتور أحمد نظيف أن ما يثير القلق حول أحداث مصنع أجريوم .. هو أنه يمكن أن يتحول الى ظاهرة ترفض عملية التنمية الصناعية، رغم أنها متوافقة بيئيا مشيرا إلى ان جهاز البيئة أعطى موافقته على اقامة هذا المصنع على أساس أنه لن يتسبب فى أية أضرار بيئية.
ونفى الدكتور نظيف الشائعات التى ترددت من أن مصنع أجريوم تنبعث منه مواد سامة ، أو أنه سيقتل الأسماك، أو أن البعض تلقى رشاوى لإقامته ، وقال إن مواطنى رأس البر يرتبط فى وجدانهم فكرة المصيف والشواطئ التي تجذب المصطافين، الأمر الذي أثار مخاوفهم، على الرغم من أن المصنع يبعد عن رأس البر بمسافة خمسة كيلومترات .