دخل أمس نحو ٥٠ معتقلا من المجموعات السلفية الجهادية في إضراب مفتوح عن الطعام داخل سجن دمنهور، احتجاجا علي مد العمل بقانون الطوارئ، وذلك بعد يوم واحد من دخول مجموعات القطبيين والسلفيين وأبناء سيناء في إضراب عن الطعام ـ مازال مستمرا حتي الآن ـ للسبب نفسه، في حالة غضب جماعي انتابت المعتقلين داخل السجون بعدما تلقوا وعودا من جهاز مباحث أمن الدولة بالإفراج عنهم فور انتهاء العمل بالطوارئ، وتنفيذا لوعد الرئيس مبارك في برنامجه الانتخابي الذي خاض به انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥.
وتقدم أمس طلعت السادات، عضو مجلس الشعب بطلب إحاطة لوزير الداخلية، بشأن الإضراب في المعتقلات، محملا مصلحة السجون مسؤولية تدهور أحوال المعتقلين صحيا نتيجة الإضراب، مشيرا إلي أن السبب في كل ذلك هو الاستخدام السييء لقانون الطوارئ.
وقالت مصادر داخل سجن دمنهور لـ«المصري اليوم»: إن نسبة كبيرة من المعتقلين المضربين، ممن تم القبض عليهم عقب تفجيرات طابا الشهرة، وآخرين من المجموعات السلفية الجهادية.
وكانت هناك وعود صريحة بالإفراج عنهم إلا أن قرار مد العمل بالطوارئ كان سببا في إحباط المعتقلين، وتزعم الإضراب الشيخ صابر الدريني أبوسلمان، الذي أصيب بمضاعفات نتيجة بدء الإضراب، وبعد محاولة ضباط السجن إثناءه بالقوة عن الإضراب.
وأشارت المصادر إلي أن جميع المعتقلين حصلوا علي أحكام قضائية بالإفراج عنهم إلا أن إدارة السجن ترفض تنفيذ الأحكام القضائية بدعوي أنهم «خطر علي الأمن العام».
تجدر الإشارة إلي أن معظم المعتقلين وقعوا علي مراجعات وقف العنف، وأعلنت معظم المجموعات تراجعها عن العنف وحضور محاضرات لقيادات الجماعة الإسلامية والجهاد بقيادة كل من كرم زهدي، زعيم الجماعة الإسلامية، والدكتور سيد إمام مفتي ومؤسس تنظيم الجهاد في مصر.
علي صعيد متصل، طلبت إدارة سجن وادي النطرون من المعتقلين المضربين عن الطعام الذين نشرت «المصري اليوم» أخبارهم فض الإضراب مقابل تحسين الأوضاع المعيشية لهم من خلال تسليمهم مراتب للنوم والسماح لذويهم بزيارتهم بانتظام، وعدم نقل بعضهم إلي سجون أخري.
كانت إدارة السجن قد نقلت ستة من معتقلي وادي النطرون إلي سجن «الوادي الجديد» وهو المعروف بموقعه البعيد، حتي أنه يعد بمثابة منفي للمعتقلين وعقاب من مصلحة السجون للمشاغبين.
من جانبه، قال الدكتور ضياء رشوان، خبير الحركات الإسلامية، إن وزارة الداخلية ستواجه أزمة كبيرة مع المعتقلين وأهاليهم إذا ما أصرت علي إبقاء المعتقلين داخل السجون، فضلا عن المواجهات الصعبة مع وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان والمعارضة بشكل عام في مصر، مما يمكن أن يؤدي إلي محاسبة وزارة الداخلية بسبب عدم الاعتداد بالأحكام القضائية والدستور والقوانين.
وعن إمكانية استجابة الدولة لإضراب المعتقلين، قال رشوان: «لا يمكن التنبؤ برد فعل وزارة الداخلية لأن سوابقها في هذا الشأن متناقضة لأنها استجابت لبعض الإضرابات داخل السجون أكثر من مرة، لكنها رفضت الاستجابة لمطالب أكثر في أوقات أخري».
وطالب رشوان وزارة الداخلية بإعادة النظر في موقف المعتقلين، بما يؤدي إلي اكتسابهم الحقوق القانونية والدستورية.
وعن توقعاته إذا ما تم إلغاء حالة الطوارئ، يقول رشوان: «لا أتوقع أن تقوم الداخلية بالإفراج عن المعتقلين، ولكنها سوف تتقاعس، وتبقي علي المسجونين داخل المعتقلات ولديها من الحجج الكثير لعرضها علي الرأي العام.
وقال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، إن الدولة لن تفرج عن المعتقلين بمجرد انتهاء العمل بقانون الطوارئ، موضحا أنه إذا تم إلغاء الطوارئ سوف يتم العمل بالقانون البديل المتمثل في قانون الإرهاب الذي سيبقي علي المعتقلين كما هم داخل السجون.
وقال علام: «ليس صحيحا أن الإفراج يرتبط بقانون، لكنه يرتبط بمدي خطورة المعتقلين علي الأمن العام وأمن الوطن، لذلك لن يتم الإفراج عن أي شخص إلا بعدما تتأكد وزارة الداخلية من حسن سيره وسلوكه في حالة خروجه».
ودليل ذلك كما يقول علام: خروج كرم زهدي وناجح إبراهيم وغيرهما من قيادات الجماعات الإسلامية، حيث تم ذلك بمعرفة الداخلية التي اطمأنت تماما إلي تغير أفكارهم.
وطالب الوكيل السابق لأمن الدولة بضرورة التحاور مع اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، لتوضيح الصورة تماما للرأي العام، وحتي يعلم المصريون جميعا أن المعتقلين ليسوا مظلومين، وأنهم محتجزون لارتكابهم أخطاء أضرت بالوطن، مضيفا.. «حتي لا يتعاطف المواطنون مع هؤلاء الذين يهددون الأمن القومي».
واعتبر علام أن إجراء الحوارات الدينية مع المعتقلين داخل السجون مهم، ويجب إذاعته علي شاشة التليفزيون لكي يعلم الجميع أن الداخلية تعمل علي توعية وتعليم وتنقية فكر هؤلاء.
واتهم علام أحمد رشدي وزكي بدر وعبدالحليم موسي وزراء الداخلية السابقين بإلغاء الحوارات الدينية مع المعتقلين مما أدي إلي عدم توعيتهم، وتشبثهم بأفكارهم، قائلا: «الحوارات العلنية أفادتنا أثناء فترة خدمتي بالداخلية، ولكن رشدي وموسي وبدر ألغوا كل ذلك».
موضوع: إضراب معتقلي الجماعات يمتد إلي سجن دمنهور اعتراضا علي تمديد الطوارئ 
الجمعة 30 مايو - 8:37
