عاد الهدوء لمعبر رفح الفاصل بين مصر وغزة بعد ساعات من محاولة فلسطينيين محتشدين امامه اقتحام البوابة باتجاه مصر.
وقالت مصادر امنية لقناة الجزيرة ان مصر استدعت مزيدا من قوات الامن المركزي وقوات مكافحة الشغب لمنع اقتحام الحدود التي تفصل بين رفح المصرية والفلسطينية
وكان فلسطينيون محتشدون امام معبر رفح قد حاولوا اقتحام المعبر باتجاه البوابة المصرية ظهر الثلاثاء.
واستعملت القوات المصرية خراطيم المياه لتفريق الفلسطينين المحتشدين امام المعبر.
وفي المقابل قام شبان فلسطينيون بالرد على القوات المصرية بإلقاء الحجارة على الجنود المصريين.
وتبادل الجنود المصريون وشبان فلسطينيون الرشق بالحجارة.
وذكر شهود ومصادر امنية أن المصادمات وقعت بين الشرطة المصرية وفلسطينيين محتجزين في مطار العريش حاولوا الخروج من صالة المطار بعدما اشتكوا من نفاد اموالهم ونقص الغذاء والامدادات الطبية.
وقال شهود فلسطينيون ومصادر امنية ان ثلاثة اشخاص اصيبوا خلال المصادمات بعدما بدأ فلسطينيون في تحطيم نوافذ الصالة التي احتجزوا بها في حين ضربهم رجال الامن بالعصي.
وهؤلاء ضمن حوالي مئة فلسطيني احتجزوا في المطار منذ اغلاق الحدود وكانوا قد وصلوا للاراضي المصرية ولا يحملون تأشيرات سليمة.
ومن بين المحتجزين في المطار رأفت الجمال (22 عاما) وكان يعالج في الاردن بعدما اصيب في انفجار بمخيم الشاطيء في غزة.
وصرح لرويترز هاتفيا من الصالة التي يحتجز بها في المطار "تغطي الحروق جسدي. ينبغي ان اكون في المستشفى في غزة او احظى برعاية جيدة في منزلي. لا يوجد اطباء اكفاء او ادوات طبية او ادوية هنا."
شاهد: فلسطينيون يحاولون اقتحام معبر رفح
وهددت مصر بإعادة غلق معبر رفح مرة أخرى ما لم تتوقف محاولات اقتحام المعبر.
من جانبه قال سامي ابو زهري القيادي في حركة حماس ان الحركة ترفض ما شهده المعبر من احداث.
وأكد ان هذه الاحداث هي امر عفوي وغير مقصود.
لكنه طالب مصر بإعادة فتح معبر رفح بشكل طبيعي او على الاقل بشكل مؤقت حتى يتم تخفيف معاناة الفلسطينين.
واغلقت نقطة عبور رفح وهي المنفذ الرئيسي للقطاع الفقير على العالم الخارجي معظم الوقت منذ التاسع من يونيو قبيل طرد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسيطيني محمود عباس من القطاع وسيطرتها عليه.
وبعض الفلسطينيين الذي تقطعت بهم السبل في مصر جاءوا لتمضية عطلات ولكن مسؤولين مصريين يقولون ان الاغلبية كانت تعالج في الخارج.
ويكشف كثير منهم عن اثار الجراحات الحديثة التي خضعوا لها ويعرض البعض تقارير طبية تتضمن تفاصيل علاجهم.
وتفصل سلسلة من ابراج الحراسة الضخمة وجدار من المعدن الصديء رفح المصرية الهادئة التي يندر بها السكان عن رفح الفلسطينية الواقعة في قطاع غزة المزدحم بالسكان.
وعلى الرغم من أن المعبر يخضع من الناحية الفنية لسيطرة المسؤولين الفلسطينيين والمصريين فان بوسع اسرائيل اغلاقه. و
في وقت سابق من هذا الشهر قرر الاتحاد الاوروبي خفض بعثاتة لمراقبه المعبر نظرا لعدم معرفة موعد اعادة فتحه.
واعترضت عقبات مقترحات للسماح للفلسطينيين بالعودة لغزة عبر معبر كرم ابو سالم الاسرائيلي ويعترض بعض المسؤولين الفلسطينيين على استخدامه نظرا لسيطرة اسرائيل عليه.
وفي ذات الوقت يقول فلسطينيون في رفح والعريش بشمال سيناء ان اموالهم تنفد سريعا ويشتكون من ان المساعدات غير كافية.
وتقول وكالات المعونة ان بعثة تقييم ارسلتها الامم المتحدة لسيناء توصلت الى ان معظم الفلسطينيين قادرون على تدبير أمورهم بانفسهم وانهم في وضع افضل مما كانوا عليه في حالات اغلاق سابقة.
وتقول ايرما مانونكورت ممثلة منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في القاهرة "مصدر القلق الرئيسي هو استمرار هذا الوضع لفترة طويلة لان الشخص قد يستطيع ان يوفر احتياجاته لبعض الوقت ولكن استمرار الوضع لاجل غير مسمى قد يبدأ في الضغط على كل تلك الموارد."
وقالت مصادر امنيه ان مصر نشرت مئات من قوات الشرطة الاضافية على حدودها في الاسبوع الماضي خشية أن يحاول نشطاء فلسطينيون اقتحامها بعدما طالب نحو 500 متظاهر فلسطيني في العريش باعادة فتح المعبر.
وفي صيف عام 2006 فجر مسلحون من حماس فجوة عرضها ستة امتار في الجدار الحدودي بين غزة ومصر مما سمح لحوالي الف فلسطيني بالعودة لديارهم حين كانت الحدود مغلقة.
وقال مسؤولون طبيون في مصر ان ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين توفوا في مصر منذ اغلاق الحدود نتيحة تعقيدات ناجمة عن حالات مرضية سابقة.