دعا الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دولة قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، إلي العمل من أجل التوصل لاتفاق مصالحة بين الفلسطينيين علي غرار اتفاق الدوحة الذي وقعه الفرقاء اللبنانيون بالعاصمة القطرية مؤخرا.
وفي الوقت الذي شكك فيه الدكتور محمد عبدالسلام، الخبير بمركز الدراسات السياسية بـ«الأهرام»، في نجاح قطر بشأن عقد اتفاق مماثل بين حركتي «فتح» و«حماس» رأي الدكتور عماد جاد خبير الشؤون الإسرائيلي، أن قدرة الدوحة في هذا الصدد تتوقف علي مدي تقبل الأطراف الفلسطينية للوساطة القطرية.
وقال القرضاوي، في خطبة الجمعة أمس الأول بمسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، إن قطر عزمت علي المصالحة بين اللبنانيين وأصرت علي ذلك فنجحت، مشيرا إلي أنه حان الوقت لتفعل الشيء نفسه مع حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين.
وأبدي القرضاوي تفاؤله بأن أي مسعي قطري للمصالحة بين الفلسطينيين سيتكلل بالنجاح لما للدوحة من علاقات متميزة بين كل الأطراف الفلسطينية، ولأنها «تقف علي مسافة واحدة من الجميع» حسب تعبيره.
من جانبه، علق الدكتور محمد عبدالسلام، الخبير الاستراتيجي بالأهرام، علي تلك الدعوة بالتأكيد بداية علي أن القرضاوي يمثل قيمة كبيرة في العالم الإسلامي ويتمتع بتأثير في أوساط الشارع الإسلامي.
وأرجع عبدالسلام دعوة القرضاوي لقطر وعدم دعوته لمصر للقيام بهذه الوساطة لعدة أسباب، منها أنه قطري الجنسية ويقيم في الدوحة وينتمي للتيار الإسلامي الذي له أساس في قطر ربما أكثر من مصر، فضلا عن تأثره بما حدث في الوساطة القطرية بين اللبنانيين.
ورأي عبدالسلام أنه من غير الوارد نجاح قطر في التوصل إلي تفاهم بين «فتح وحماس»، نظرا لأن الأطراف الفلسطينية لا ترتبط بأطراف خارجية بذات الصورة التي كانت عليها الأطراف اللبنانية.
وأشار إلي أن سوريا وإيران كان لهما تأثير كبير علي المعارضة اللبنانية، ولذلك تمكنت قطر من توقيع اتفاقية فيما بين الأطراف اللبنانية، مستغلة علاقاتها مع الأطراف المختلفة بما فيهما طهران ودمشق.
ولفت إلي أن قطر لها دور كبير في فلسطين وتتمتع بعلاقات قوية مع «حماس»، مستطردا أن نجاح قطر في هذه الوساطة سيتوقف علي مدي استعداد الأطراف الفلسطينية للتنازل عن بعض مطالبها في مقابل التوصل إلي اتفاقية، ومدي قدرة قطر علي استخدام نفوذها ودعمها المالي في اتجاه تحقيق ذلك.
في سياق متصل، قال الدكتور عماد جاد، خبير الشؤون الإسرائيلية بالأهرام، إن تصريحات القرضاوي سبقتها دعوي مشابهة من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي دعا فيها قطر أيضا للقيام بوساطة بين «فتح وحماس».
واعتبر جاد أن دور قطر ونفوذها لم يزد، نظرا لأن إمكانيات قطر البشرية والسياسية ومساحتها لا تؤهلها لذلك، ولكنها تستطيع أن تقوم بدور لتوفيق الأدوار بين الأطراف المختلفة.