SoMa22 عضو ملكي
عدد الرسائل : 2774 العمر : 31 المكان : ارض الله الواسعة اللاعب المفضل : A.TREKA ناديك المفضل : AL_AHLY نقاط : 33 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
نقاط العضو تقاط التمييز: 593
| | الدماغ لما تهنج | |
الدماغ لما تهنج ..!!
لا شك أننا جميعا نعاني في أحيان كثيرة ودوما من حالات التهنيج التي قد تصيب أجهزتنا ونحن نعمل عليها ... فالكمبيوتر ذلك الجهاز السحري في العصر الذي أنتهي فيه السحر والذي لولاه ما أنجزنا كل أعمالنا بالسرعة المطلوبة يفاجئنا أحيانا بهذا التوقف المفاجىء عن العمل ورفض الاستجابة لنا بكل الأشكال حتى نضطر آسفين أن نقوم بضغط زر (رستارت) لينغلق الجهاز ثم يعيد فتح نفسه أوتوماتيكي مرة أخرىلنجده قد عاد يعمل بشكل جيد وإن فقد كل نوافذه التي كانت مفتوحة قبل وقوعه أسيرا لهذه الحالة .. وحيث أننا حين يفعلها الجهاز معنا ويهنج نفقد كل شيء كنا قد قمنا به قبل أن يهنج فبالتالي نلعن جهازنا ونلعن الحظ الذي سبب في ذلك ونرغى ونزبد وإن كان المذنب في الأساس هو نحن .. فببساطة شديدة نحن من نجعل الكمبيوتر يهنج (مالم يكن فيه عيب من الأساس) حيث أننا نرهقه عادة بما يفوق طاقته مما يؤدى إلى ارتباكه وعدم استطاعته تنفيذ رغباتنا بالسرعة والدقة المطلوبة وذلك يحدث عندما نتعامل معه كأنه عاقل وسيستجيب لرغباتنا المتعددة بأسرع مما نفكر فيها فنفتح نوافذ كثيرة جداً في آن واحد ونعمل عليهم في آن واحد وبشكل غير منظم أو غير مرتب مما يؤدى إلى ارتباك الجهاز .. وما الكمبيوتر إلا آله تطيع أوامرنا قدر استطاعته لا كما نشاء نحن .. وطبيعي حين نرهقه بما لا يستطيع تنفيذه فهو يعلن رفضه لذلك بأن يعلن عصيانه عن العمل ويرفض الاستجابة لطلباتنا ... وأنا اذكر أنني وأنا في بداية عهد تعلمي للكمبيوتر أن مهندس الكمبيوتر الذي كان يلقننا دروس تعليم الكمبيوتر كان يقول لنا أن جهاز الكمبيوتر هذا ماهو إلا مثل الحمار وعندما ضحكنا واستنكرنا عليه هذا القول قال إن الفلاح يعلم الحمار كيف يسير من الحقل إلى المنزل ومن المنزل إلى الحقل حتى انه لو تركه بعد ذلك وحده لسار وحده لأنه حفظ الطريق الذي يسير فيه .. ولا عجب بعدها حينما نرى حمارا في الأرياف يسير وحده في الطريق لأنه حفظ الطريق .. وأتبرمج على كده ..!! والكمبيوتر كما نطلق عليه هو عقل الكتروني .. أعد لتنفيذ رغباتنا المتاح له تنفيذها طبقا لما تم برمجته عليه أيضا مع فرق البرمجة لكنه حتما لا يمكنه أن يميز بين الصواب والخطأ فيها وهو في ذلك مثل الحمار في الأرياف ينفذ طلباتك دون أن يميز بينها إن كانت صوابا أو خطأ .. وهذا طبعا ببساطة شديدة لأنه لا يعقل فهو عبد مطيع لنا ومادمنا نمنحه الأكل والشرب فهو يطيع أوامرنا أما إذا منعنا عنه الأكل أو أخرناه ثم قسونا عليه فانه يرفض تنفيذ طلباتنا ويرفض أن يعمل مهما كانت المبررات وربما إذا زدنا من قسوتنا عليه فقد يقوم برفسنا ..!! والكمبيوتر مثل الحمار يتحمل عادة ما لا يتحمله بشر لأنه آله إلكترونيه صممت من أجل هذا الأمر لكننا إن قسونا عليه وجعلناه يعمل أكثر من طاقته فانه يرفض العمل وربما يرفسنا هو الآخر ولكن بطريقته هو حيث يهنج ويرفض العمل ..!! وحينها نفقد كل ما كنا نحتاجه وكنا نعمل به وقت التهنيج .. ولقد تذكرت هذا التشبيه الطريف عندما أرهقت نفسي في عدة أعمال كثيرة منذ فترة قريبة وكانت تحتاج منى لجهد كبير ولم أفلح حينها في إنجازها معا حتى أصابني الارتباك ثم أصبت بألم وصداع شديد في رأسي لازمني عدة أيام ..!! فقلت لنفسي وماذا عن عقولنا نحن أليست معرضة للإرهاق مثلها مثل كل جزء في أجسامنا .. وحتما حينما نعمل في أكثر من عمل ونرهق رؤوسنا بالتفكير في أمور كثيرة تحتاج لإنجازها في وقت قصير ولا يسعنا الوقت لإنجازها جميعا فإننا ولا شك نصاب بحالة من الإرهاق الذهني التي تؤدى بنا إلى الصداع والألم الشديد .. وهنا قد يصلح أن نقول على تلك الحالة أنها الدماغ لما تهنج ومادمنا نحيا عصر التقدم التكنولجى بشكل سريع جدا وانتشرت بيننا ألفاظ كثيرة حديثة على المجتمع ماكان آباءنا أو أمهاتنا يعرفوها فلا عجب إذن أن نسمع هذا التعبير الجديد رغم أن تلك الحالة ليست وليدة هذا العصر وحتما مر بها كل الناس من قبل .. فقط جد التعبير .. فعندما لا يعطى أي إنسان لنفسه القدر الكافي من الراحة وينام قدرا قليلا عن ما يحتاجه جسمه ثم يبذل مجهودا كبيرا فلا شك أن دماغه لابد وأن تهنج ..!! وكذلك ما يحدث لطالب يمتحن في امتحان ويقترب وقت الامتحان من النهاية ثم يستعجله المراقب لإنجاز ما تبقى له سريعا فانه حينها لا ينبهه فهو منتبه حتما لمرور الوقت ولكن تنبيه المراقب هذا له يؤدى إلى حالة عكسية وهي ارتباك حقيقي لعقل الطالب وعدم تركيزه مما يفقده السيطرة على أعصابه ويتوتر وينسى كل المعلومات التي كان يود تذكرها وهذا ببساطة لآن دماغه كما الكمبيوتر هنجت ..!! وحتما حدث هذا من الضغط عليها والأمر ذاته يحدث مع موظف مطلوب منه إنجاز أعمال كثيرة ولا يرتب الاولويات فيها فيحاول إنجازها كلها في وقت واحد فلا يستطيع إنجاز أي شيء فيها لأنه أربك رأسه بما يفوق طاقتها فعصيت عليه ولا يفيده حينها احتساء ألف كوب من الشاي ولا العدد ذاته من القهوة لآن الرأس سئمت استخدامها بشكل غير سليم ولا تحتاج إلا لقليل من الراحة وحتما شيء من التنظيم ولعل أحد أسباب الروتين في مصالحنا الحكومية بخلاف أنه ناموس مصري الصنع هو تهنيج رؤوس العاملين من الضغط الواقع عليهم من جهات عدة نعرفها جيدا .. واعتقادي حقيقي أن حياتنا كلها الآن قد هنجت مننا لأنها صارت غير منظمة وغير مرتبه وأصبحنا نعانى من ارتباك شديد في كل شيء فهل نستطيع حل هذه الأزمة أو عمل رستارت لحياتنا وعقولنا ..؟؟ فنحن حتما نعلم أن الكمبيوتر لا يهنج إلا من الاستعمال غير الصحيح أو من إرهاقه بالعمل الكثير الذي يفوق طاقته الاستيعابية وبالتالي يمكننا أن نعي الآن لماذا تهنج رؤوسنا نحن أيضا خاصة وأن التشابه ليس بعيد .. فالعقل الذي ابتكر الكمبيوتر ما ابتكره إلا لأنه في الأساس كمبيوتر طبيعي داخل أجسامنا وهو يدير كل شيء في الجسد ويتحكم فيه وإرهاقه بما يفوق طاقته يؤدى لإرهاق الجسد كله أو أجزاء منه حسبما يريد عقلنا لنا ومادمنا إذا أرهقنا رؤوسنا بالتفكير الكثير في أمور عدة نود إنجازها جميعا في وقت قصير بينما طاقتنا الطبيعية لا تستطيع ذلك فإننا بهذا نرهق عقلنا بما لا يتحمله فإما تنهار قوانا أو نشعر بالألم الشديد في رؤوسنا (الصداع) أو على أقل التقديرات لا نجيد العمل المطلوب مننا .. فيبقى إذن السؤال الهام ..؟؟ لماذا لا نتعامل مع عقولنا كما نتعامل مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا بكل حرص ونخشى عليها من التلف ونحرص عليها من التهنيج ومن الفيروسات أيضا ..!! دعونا إذن نفتح الدعوة ل ألا نحمل عقولنا ما فوق طاقتها ..ولنرتب أولويات العمل لدينا لنتمكن من تحقيق كل ما نريده بالشكل المطلوب وفى وقت قصير .. ولنمنح عقولنا دوما القدر الكافي من الراحة ولا نشغل رؤوسنا بالتفكير في أمور كثيرة متشابكة أو مستقبلية فالغيب في يد الله .. ولننظم عملنا وحياتنا كما ينظم الكمبيوتر عمله .. حتى لا نشكو يوما من إرهاق رؤوسنا .. ونضطر أن نلعن الدماغ لما تهنج .. م ن ق و ل
عدل سابقا من قبل SoMa22 في الجمعة 25 أبريل - 0:23 عدل 2 مرات | |
|
الخميس 24 أبريل - 23:59 من طرف afw