عبر العديد من رموز النوبيين في مصر عن شكوكهم من أن تقوم الحكومة
المصرية بحل مشاكلهم التاريخية وفي تصريحات لصحيفة القدس العربي أكد
الكاتب والناشط حجاج أدول عدم شعوره بأن جديداً سوف يحدث بالنسبة
للمواطنين من أهالي النوبة وذلك لأنهم سبق وسمعوا العديد من الوعود على مدار سنوات أزمتهم من قبل مسؤولين كبار غير أن شيئاً لم يحدث على مر التاريخ.وأضاف بأن أي حل لا يتضمن عودة أهالي النوبة لبلدهم الأصلية التي هجروا منها لايمكن بأي حال من الأحوال أن يمثل حلاً.وأثنى
إدول على الكلمات التي أطلقها الرئيس مبارك لحل مشاكل النوبة والتي قال
فيها "إننا جميعا مسؤولون عن تنمية النوبة وتعميرها، واننا سنبني بيوت
أهالي النوبة ونمنحهم الأراضي لأن لنا مصلحة في تعمير هذا الجزء من أرض
مصر وتنميته كما هي مصلحة أهل النوبة أنفسهم".ولكنه عقب قائلاً
'نريد حقائق على الأرض وأهالي النوبة يحلمون بالعودة لمسقط رأسهم وقد مات
منهم أجيال وهم في إنتظار ذلك الحلم الذي مرت عليه سنوات'.وطالب
أدول بأن تكون العودة برؤية مصرية شاملة للمنطقة يضعها العلماء ومعهم
مندوب من كل وزارة معنية وممثل للأمن القومي المصري، وليس المسؤولين لكي
لا يكون هناك تهجير خامس للنوبيين، كما أكد على ضرورة وجود نظرة اقتصادية
وسياسية (زراعة، سياحة، وصيد، وتجارة)، مشدداً على أنه ليس في مصلحة
المجتمع المصري إهمال قضايا النوبة والتعامل معهم باعتبارهم موطنين من
الدرجة الثانية.وقال ان 'مصلحة النوبيين من مصلحة مصر وينبغي أن يفهم كبار المسؤولين في النظام تلك البديهية'.وأضاف
حجاج أدول ان تعمير المنطقة يجب أن يكون بالنوبيين وحسب رغبة أهالي النوبة
وليس حسب رغبة محافظ أسوان ووزير الإسكان، ويتم تسكين النوبيين في أماكن
بعيدة عن البحيرة ليتم بيعها للمستثمرين، الأمر الذي وصفه بالإجرام في حق
الأمن القومي.وفي ذات السياق أكد المحامي صلاح الأسواني أن الرئيس عبد
الناصر هو المسؤول بشكل مباشر عن الكوارث التي حلت بأهالي الصعيد خاصة
أهالي النوبه فقد شرد هؤلاء وصودرت أراضيهم وبيوتهم ولم تعد إليهم حقوقهم
بعد مرور كل تلك الحقب الزمنية.من جانبها أكدت ناشطة في مجال حقوق
الإنسان تنتمي لبلاد النوبة أن التصريحات التي أطلقها مبارك ليست جديدة
وسبق للرئيس أن أطلقها في أكثر من مناسبة ومنذ العديد من الأعوام ولم تثمر
في نهاية الأمر عن إحراز أي من الوعود التي ينشدها المجتمع النوبي.و
أضافت لا أعتقد بأي حال من الأحوال أن يكون هناك جديد خلال الأيام المقبلة
وذلك لأن النوبيين ظلوا وسيظلون للنهاية مجرد طيف على هامش ذاكرة النظام
الراهن.ودعت الرئاسة إذا ماكانت صادقة في وعودها لاصدار قرارات رئاسية تحمل صيغة القوانين من أجل أن تنفذ وعود الرئيس ولاتهمل.كما انتقدت إسناد مسؤولية التنفيذ لمحافظ أسوان بمفرده وذلك لأن الأمر سيزداد تعقيداً من وقت لآخر.بينما
يقول الناشط النوبي حسن نور إن هذه الوعود يجب أن تنتج عنها خطوات حقيقية
على الأرض وذلك بأن تترجم إلى خطوات تنفيذية وأبرزها عودة، النوبيين إلى
موطنهم الأصلي لأنهم شعب نيلي ارتبطت عاداته بالنهر.
وأضاف بأن حماية التراث النوبي لا يمكن أن تكون إلا عبر أيادي
النوبيين أنفسهم وكذلك الأمر بالنسبة للغة النوبية الآخذة في الإنقراض
بسبب تشرذم أبنائها.ويضيف نور لايوجد مزايدون في قضية النوبة لأن كل أبناء النوبة أضيروا ولايطالبون إلا بحقوقهم.وقال
أحمد إسحاق رئيس لجنة متابعة القضية النوبية بالقاهرة إن ما تقوم به
الحكومة هو محاولة لتجميل وجهها بعد أن كشفت مجريات الأحداث بأن الأزمة
النوبية هي الأكثر ضرراً في الواقع المصري الحديث.من جانبه أكد
احمد المغربي وزير الإسكان بأن المزاعم التي يروجها عدد من الذين يريدون
تحقيق أهداف خاصة من قضية النوبة لا أساس لها من الصحة.وأضاف بأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الإهتمام بحل كافة القضايا العالقة بالنسبة للنوبيين.غير
أن المغربي طالب الأهالي هناك بألا يطالبوا الحكومة إلا بما تتحمله
إمكاناتها، وتعهد بأن حلم حصول كل نوبي على مسكن لائق قيد التحقيق وأنه
يحتاج الى المزيد من الوقت من أجل تنفيذ كافة البرامج والخطط.أما
الناشط النوبي سمير العربي فأكد على ضرورة إصدار قرارات سيادية لتنفيذ هذه
التصريحات مشيرا إلى ضرورة العودة إلى موطنهم التاريخي بأي طريقة.