afw
افضل كاتب عدد الرسائل : 13565 العمر : 40 المكان : مصر اللاعب المفضل : ابو تريكه و بركات ومتعب ناديك المفضل : الاهلى الالقاب : منــ المقهى ــظم ومنظم المسابقة الدينية نقاط : 2464 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 28/01/2007 نقاط العضوتقاط التمييز: 1208 | موضوع: تفاصيل لحظات الرعب في كارثة قطار مطروح السبت 19 يوليو - 3:04 | |
| أمام مزلقان «الفوكة»، وقفت أربع سيارات في الرابعة والنصف من عصر الأربعاء أمس الأول، تنتظر عبور قطار الضبعة لتمضي إلي طريقها.. العربة الأولي «أجرة» بها أسرة ليبية، شعر سائقها بالرغبة في تدخين سيجارة فنزل ووقف إلي جانب السيارة وبجانبه يقف أتوبيس تابع لإحدي شركات البترول ممتلئ بركاب عائدين إلي القاهرة، أطفالا ونساء وشبابا، الكل يغني «سلمي يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة» وميكروباص عائد إلي مدينة مطروح بالمصطافين وسيارة ملاكي قليوبية تحمل أسرة قضت إجازتها السنوية، بينما يمضي القطار علي القضبان في صمت، وفجأة اقتربت شاحنة نقل كبيرة «تريلا» من السيارات الأربع في سرعة.
صرخ سائق الأجرة: «حاسب هتدوسنا» ضغط سائق «التريلا» الفرامل عدة مرات، إلا أنها لم تستجب، لتصبح صورة القطار والسيارات الأربع آخر ما رأه قبل أن يرحل عن الدنيا، واندفعت الأجرة أسفل عجلات القطار الذي اصطدم بالميكروباص والأتوبيس والملاكي، فيدفعها وتتحطم ٣ عربات من القطار. كانت عقارب الساعة تشير إلي الثالثة إلا الربع عصر أمس الأول، انطلقت صافرة قطار الضبعة.. نادي موظف الاستعلامات علي ركاب الرحلة رقم ٦٥٥ المتجهة من مطروح إلي الإسكندرية التي تستمر قرابة ٤ ساعات، أسرع الركاب إلي مقاعدهم بعد أن أنهوا أعمالهم في مطروح، وبدأوا يحلمون بالعودة إلي منازلهم ولقاء الأهل، انطلق القطار في الثالثة عصراً يجر خلفه ٧ عربات تحمل علي مقاعدها أكثر من ٤ آلاف راكب، ليمر بـ٩ محطات حتي يصل إلي مزلقان «الفوكة» الذي يبعد عن مطروح ٧٠ كيلو مترا في الرابعة والنصف عصراً. وفي موقف مطروح تحرك سائق الأتوبيس ٢٧١٨ المتجه إلي القاهرة يحمل ٤٠ من العاملين بإحدي شركات البترول عائدين بعد قضاء إجازة المصيف.. ليصل في الرابعة والربع عصراً إلي مزلقان الفوكة فيجد المزلقان مغلقاً استعداداً لمرور القطار الذي لم يصل بعد، وإلي جواره وقفت سيارة تحمل أسرة ليبية متجهة إلي القاهرة وأخري تحمل أسرة أنهت إجازتها الصيفية لتعود إلي بلدتها في القليوبية. يمضي القطار في رحلته، يغادره من الركاب في محطات «سملة» و«جراولة» و«سيدي حنيش» و«طموح» و«رأس الحكمة» وركاب آخرون يستقلونه، وفي الرابعة والربع انطلق جرس إنذار مزلقان «الفوكة» معلناً عن اقتراب قطار الضبعة المتجه إلي مطروح، ووقف عاملا المزلقان وربطا سلاسل حديدية لمنع السيارات من المرور وخيم الهدوء علي الطريق وجميع السائقين التزموا ووقفوا في انتظار مرور القطار. خرج سائق سيارة الأسرة الليبية ليشعل سيجارة وترك الركاب بالداخل، وبعد لحظات جاءت سيارة تريلا رقم ٧٠٠٠٩ مقطورة المنوفية، في الرابعة والنصف عصراً محملة بالرمال، متجهة إلي الضبعة بسرعة كبيرة علي طريق «إسكندرية - مطروح الدولي» الذي ينحدر من أعلي لأسفل، حاول عاملا المزلقان الإشارة للسائق بتهدئة سرعته وصرخ سائق سيارة الليبيين: «حاسب هتدوسنا» وفشلوا جميعاً، وشعر العاملون بالخطر فاتجها إلي الأتوبيس لتحذير الركاب من التريلا بالنزول فوراً، ومطالبتهم بالنزول فوراً لكن القدر كان الأسرع، اصطدمت الشاحنة بقوة بالأتوبيس من الخلف ودفعته في اتجاه القطار ومن أمامه جميع السيارات لتقدمها وجبة للقطار الذي التهمها بركابها في ثلاث دقائق كما روي شهود العيان. واصطدمت سيارة الليبيين بمقدمة القطار لتسقط تحت عجلاته، وأنقذ تدخين السيجارة سائقهم الذي شاهد سيارته تتهشم وتعالت صرخات الركاب داخل الأتوبيس وهم يرون أنفسهم يقتربون من القطار.. لحظات وكانت المقطورة والأتوبيس وسيارتان وميكروباص تحت عجلات القطار.. مشهد من فيلم مرعب ربما شاهده الركاب قبل ذلك لكن لم يتوقعوا أن يكونوا أبطاله، بينما تحرك ركاب السيارات المتوقفة علي الجانب الآخر مسرعين لإنقاذ المصابين، بعضهم سحب الجثث والمصابين من أسفل عربات القطار وآخرون يتصلون بالإسعاف لإبلاغهم، صوت الارتطام القوي أفزع الأهالي من البدو والأعراب الذين يقيمون في الصحراء بالقرب من مكان الحادث فأسرعوا ليروا مشهداً لم يروه من قبل، بعض أهالي مدينة رأس الحكمة نقل المصابين في سياراتهم إلي مستشفي رأس الحكمة. وبعد ٢٠ دقيقة وصلت سيارات الإسعاف إلي منطقة الحادث لنقل جثث الضحايا والمصابين إلي المستشفيات وساعدت قوات الدفاع المدني رجال الإسعاف في رفع الجثث من أسفل حطام الحادث، وتم نقل ١٤ جثة و٢٣ مصاباً إلي مستشفي مطروح العام و١٢ جثة و١٦ مصاباً إلي مستشفي رأس الحكمة، كما تم نقل ٨ جثث إلي مستشفي الضبعة و٧ جثث آخري إلي مستشفي العلمين. وصل إلي موقع الحادث محافظ مطروح اللواء سعد متولي ومدير أمن مطروح واللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمرور مطروح، والمقدم وليد خطاب، قيادة مرور سيدي عبدالرحمن. وبعد ساعتين من توقف عمليات الإنقاذ، نجحت قوات الدفاع المدني في انتشال جثة مجهولة وأشلاء عديدة متفرقة تم نقلها جميعاً إلي مستشفي مطروح العام للتعرف عليها وتم تغيير القضبان لتسهيل عمليات إصلاح السكك الحديدية، وقام ونش عملاق تابع لإحدي شركات البترول الخاصة بنقل عربات القطار الثلاث المقلوبة علي القضبان علي جانب الطريق. «لابد من تشييد نفق أو كوبري علوي علي هذا الطريق».. هكذا بدأ سلطان طه، عضو المجلس المحلي لمطروح سابقاً، كلامه لـ«المصري اليوم» وجود قصور في تشغيل الطريق لمرور العديد من الشاحنات الكبيرة المحملة بالرمال الناعمة القادمة من مطروح إلي القري السياحية بالساحل الشمالي والقاهرة أو القادمة من القاهرة المحملة بالبضائع إلي ليبيا. وأضاف أن مرور الشاحنات العملاقة إلي جانب السيارات الصغيرة يشكل خطورة كبيرة عليها بما يقتضي عمل نفق أو كوبري علوي لتنظيم المرور علي الطريق الذي يستخدمه المصطافون بكثرة في شهور الصيف ويشهد حركة واسعة لسيارات النقل العملاقة التي تنقل الرمال إلي القري السياحية. ونفي المحافظ وجود أي تقصير في إدارة الطريق، مؤكداً أن الحادث لم يكن ليقع بهذا الشكل المأساوي إذا لم تكن فرامل الشاحنة غير سليمة، مما تسبب في الحادث، قائلا: «لم نكن نتصور تماماً أن يقع هذا الحادث بهذا الشكل الخيالي». التأمين: ٢٠ ألف جنيه لأسرة كل متوفي أكد محمد أبواليزيد، رئيس شركة التأمين الأهلية رئيس مجمعة التأمين من أخطار حوادث قطارات السكك الحديدية ومترو الأنفاق، أن المجمعة ستقوم بسداد ٢٠ ألف جنيه لكل متوفي في حادث قطار مرسي مطروح.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» أنه سيتم أيضاً صرف تعويض يصل إلي ٤٠ ألف جنيه للمتوفين في الحادث من شركات التأمين التي أصدرت وثائق التأمين الإجبارية علي السيارات الثلاث التي تم تدميرها في الحادث وفقاً لقانون التأمين الإجباري الجديد رقم ٧٢ لسنة ٢٠٠٧ وذلك فور الانتهاء من حصر أعدادهم. وأشار إلي أنه أجري اتصالاً بوزير الصحة صباح أمس الخميس، بموقع الحادث لمعرفة عدد الضحايا وهناك اتصال مستمر مع وزارة الصحة لحصر أعدادهم تمهيداً لصرف التعويضات المستحقة لهم. عروسان بين الضحايا تجمع الأهالي أما مشرحة مستشفي مطروح العام لتسلم جثث ذويهم، المشرحة سجلت العديد من المآسي والأحزان من بينها عامل بسيط غادر منزله متجهاً إلي الضبعة للعمل هناك لمساعدة أسرته علي المعيشة، وأب فقد ابنه المهندس وزوجته في الحادث.. الصرخات والأحزان خيمت علي المستشفي. «المصري اليوم» سجلت تلك التفاصيل والأحزان.. وقف عبده إبراهيم من منطقة المعادي بالقاهرة يضرب «كف علي كف» ويردد: «عوضي علي الله محمد لسه عريس وكان في مطروح بيقضي شهر العسل مع زوجته».. القدر قضي علي فرحتهما بالزواج وخطفهما مني في حادث القطار.. قال الأب إن ابنه تزوج يوم ١٠ يونيو الماضي وأنه بعد الفرح توجه إلي مطروح وبصحبته العروسة وتوجها إلي مطروح لقضاء شهر العسل.. كان يشعر بمكروه سيحدث له ولذلك أجل سفره لمدة يوم حتي يسافر في الصباح خوفاً من سفر الليل.. محمد متخرج في كلية هندسة منذ ٣ سنوات، ارتبط بقصة حب مع زميلته في الكلية نفسها، وأضاف الأب: محمد ابني الوحيد فقدته وزوجته في الحادث. علي جانب الطريق وقفت نعمات محمد وبجوارها أقاربها.. صرخت، وعيناها لا تتوقفان عن البكاء لفراق نجلها الوحيد «أدهم» الذي راح ضحية الحادث.. قالت الأم: إن نجلها أدهم ١٩ عاماً طالب بدبلوم صنايع.. يتجه يومياً إلي منطقة الضبعة للعمل هناك بحثاً عن مصدر رزق، خاصة أن والده متوفي وأن المعاش لا يكفي. | |
|