جرانة: ايرادات السياحة تمثل 19% من حاصلات مصر من النقد الاجنبى

أكد وزير السياحة زهير جرانة أن صناعة السياحة في مصر شهدت تحقيق طفرات كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية حيث ارتفع عدد السياح من 6 ملايين سائح الى 11 مليون سائح بما يوازى 83% زيادة فى نسبة السياحة.

وقال جرانة - الذى يرأس وفد مصر فى مؤتمر وزراء السياحة لدول منظمة المؤتمر الاسلامى الذى يبدأ أعماله الثلاثاء - ان مستقبل صناعة السياحة في مصر كبير جدا مشيرا الى أن ايرادات السياحة تمثل 19 فى المائة من حاصلات مصر من النقد الاجنبى، مؤكدا أن هذه الأرقام صحيحة وموثوقة نظرا لأن مصادرها خارجية .

وأضاف وزير السياحة - فى حديث لوكالة انباء الشرق الاوسط بدمشق - أن حجم الدخل السياحى يمثل 11.3% من اجمالى الناتج المحلى ، موضحا أن هناك 12.6% من اجمالى العمالة فى مصر يعملون فى صناعة السياحة اى بمايوازى تقريبا ما يزيد على مليونى ونصف مليون عامل فى قطاع السياحة.

وأشار وزيرالسياحة الى أن هناك تحديات كبيرة رغم وجود كل الامكانيات،تتمثل فى ضرورة أن تكون هناك بنية أساسية تتمثل فى شبكة مواصلات برية وبحرية وجوية متكاملة اضافة الى سهولة حركة الدخول والخروج .. موضحا أن مصر تقوم حاليا بالعمل فى هذا الاتجاه من خلال تحديث البنية الأساسية.
وأوضح أن اجمالى 82% من حركة الدخول والخروج من السياحة المصرية تدخل عن طريق المطارات ، و8 فى المائة منافذ برية، و10 فى المائة منافذ بحرية ، مشيرا الى أن موانىء مصر شهدت خطة تطوير وتحديث كبيرة تتلاءم مع المرحلة المقبلة فى تنمية السياحة المصرية والتى ستشهد ارتفاعا ملحوظا ورواجا كبيرا بعد الانتهاء من خطة تطوير تلك الموانىء.
وقال وزير السياحة زهير جرانة ان هناك حاليا عملية تطوير للمطارات المصرية سواء القاهرة -والذى يعد تحفة فنية -وشرم الشيخ والاقصر وأسوان اضافة الى وجود خطة لتطوير مطارات البحر الاحمر وبرج العرب والعلمين ومرسى مطروح ومرسى علم مما سيساهم فى تسهيل عملية دخول السياح الاجانب وذلك فى اطار منظومة لاتعمل بمعزل عن الاخرين.
وأوضح جرانة أن هناك خطة لمواجهة المخاوف من انعكاس الارتفاع العالمى فى الاسعار وتأثيره على حركة السياحة مشيرا الى ان القطاع الخاص لاعب أساسى فى هذه الصناعة ويعى ضرورة أن يسير وفق الخط العالمى من خلال سياسة سعرية واضحة وسليمة تتماشى مع الاتجاهات العالمية بما يؤدى الى تحمل الاطراف جميعها نسبا معينة.
وعما اذا كان ما تم تحقيقه فى قطاع السياحة يمثل حالة من الرضا .. أشار بقوله " بالتأكيد اننى غير راض وغير قانع بما هو موجود حاليا على الرغم من ان مصر لديها الامكانيات الكبيرة التى يمكن ان تحققها فى قطاع السياحة أكبر مما نشهده حاليا، وان الرضا هو الوصول الى نقطة استدامة صناعة السياحة واستمرار التدفق السياحى بمعدلات كبيرة ".
واكد فى هذا الصدد سعى وزارة السياحة الى مضاعفة الرقم الحالي فى اقل من خمس سنوات والوصول الى ثلاثة اضعاف هذا الرقم فى خلال سبع او ثمانى سنوات، موضحا ان لغة الارقام من السهل تحقيقها وان المهم استمرار تلك الصناعة واستمرار ذلك التدفق الموجود الا انه ابدى ارتياحه للارقام الحالية فى ظل الامكانيات الموجودة.
وقال جرانة ان السياحة الدينية تمثل نمطا من أنماط السياحة الموجود حاليا، وهي بمفهومها الاكبر تشهد نمو كبيرا على جميع المستويات فى جميع انحاء العالم، موضحا أن مصر تشجع السياحة الاسلامية "الدينية" فى حدود ما يحفظ امن البلاد.
وأشار وزير السياحة زهير جرانة الى أهمية التعامل مع السياحة الاسلامية كأى نمط سياحى آخر من انماط السياحة، موضحا انه سيتم البحث خلال مؤتمر دمشق أولا عن ما هو المطلوب وما هى الاسس التى سيتم التعامل معها وماهى الاولويات التى يمكن تنفيذها لزيادة الحركة السياحية بين الدول الاسلامية.
وعما اذا كانت هناك هواجس امنية بشأن السياحة الدينية .. قال جرانة ان لكل دولة هواجسها الامنية ليس فى مصر فقط بل فى كل دول العالم وليس بالضرورة فى دول اسلامية بل وفى دول اوروبا وان الهاجس الامنى سيظل موجودا ومن الممكن التعامل معها لو توافقت مع الجانب الامنى الذى يحافظ على امن كل بلد من خلال وضع الالية التى تحفظ امن كل بلد.
وعن مدى تأثير السياحة الدينية على مجمل انماط السياحة .. اوضح وزير السياحة انه ليس هناك الكم المأمول من السياحة الدينية واننا مازلنا ننمو فى هذا الاتجاه خاصة وان مصر تحوى العديد من الكنوز الدينية من الاثار الاسلامية والاثار القبطية وهى ليست مرتبطة فقط بالسياحة الدينية الاسلامية والتى تمثل تراثا وجزءا كبيرا من النمط الموجود حاليا.
واشار الى الوضع الاقتصادى السىء فى العالم مع ارتفاع اسعار النفط العالمية التى ادت الى تكلفة مرعبة فى وسائل الانتقال اضافة الى الكوارث الطبيعية التى ادت الى ارتفاع فى اسعار الغذاء فاصبحت اوليات المسافر او السائح هو تحقيق الاكتفاء الذاتى في حياته المعيشية لتاتى السياحة كبند اخير ضمن اهتماماته.

واوضح فى هذا الشأن انه رغم كل العوامل فان هناك تركيزا شديدا على الدول التى لديها نمو اقتصادى قوى والمتمثلة فى دول الكتلة الشرقية "الاتحاد السوفيتى سابقا " وهو ما يجرى العمل عليه فى الوقت الحالى اضافة الى دول بدأت السياحة تنمو فيها بمعدلات كبيرة جدا يجرى التركيز عليها.

المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.