استمرت أزمة الخبز في عدد من المحافظات، رغم مرور ٤ أسابيع علي انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة للقضاء عليها، ففي المنيا استمرت طوابير المواطنين المشتركين في مشروع توصيل الخبز إلي المنازل في مدن وقري المحافظة، عقب فصل الإنتاج عن التوزيع بنسبة ٩٠%، وإلزام المواطنين بالاشتراك في المشروع لضمان الحصول علي ١٥ رغيفاً يومياً، وتجديد الاشتراكات كل شهر.
وشهدت مقار الأحياء، والمجالس المحلية، والحزب الوطني، في مركز مغاغة، زحاما طوال الأيام الـ٣ الماضية، عقب صدور قرار المهندس مصطفي عبدالقادر، رئيس المركز، باستبعاد مدير مشروع توصيل الخبز، وتعيين مدير جديد، وتكليف المجالس المحلية والحزب الوطني بتنقية الكشوف، وإعادة قيد المستحقين. وأكدت السيدات المنفصلات عن أزواجهن دون طلاق، معاناتهن في الحصول علي الخبز، بسبب رفض مسؤولي المشروع إشراكهن بحجة اشتراك أزواجهن رغم رعايتهن أطفالا، فتجمعن مرة أخري أمام مقار الوحدات المحلية للمطالبة بتوفير الخبز.
فيما قرر المجلس الشعبي لمركز العدوة، برئاسة عمرو عزام عدم تسلم الدقيق لرداءته وسوء حالته مما أثر علي صناعة الخبز وظهوره بشكل سيئ، وصل إلي تحرير محاضر ضد أصحاب المخابز دون مبرر، وطالب بسرعة صرف الحصص المخصصة من الردة، التي تدخل في صناعة الخبز إلي المخابز.
وكشفت مناقشات مجلس محلي مدينة ملوي، عن وجود تجاوزات من موزعي الخبز التابعين لمشروع التوصيل إلي المنازل بالوحدة المحلية، وقال العضوان خلف علي قاسم، وحمدي عبدالحميد، إن الاشتراك الشهري المقرر من الوحدة المحلية ٤ جنيهات في حين يحصل الموزعون علي ١٠ جنيهات من المشتركين في أحياء كثيرة بالمدينة، مقابل إعطائهم حصتهم من الخبز، واعتبر العضوان هذا التصرف فرض إتاوات. واتهم العضو بشري ناثان، الموزعين بتوصيل الخبز إلي المشتركين، ناقصا رغيفا أو رغيفين من كل أسرة، حتي يتثني لهم بيع عدد كبير للمطاعم.
ووصف أحمد فتحي إسماعيل، رئيس المجلس، الموزعين في المدينة وعددهم ١٣٢ موزعا بأن أغلبهم «حرامية»، واعترف صلاح الدين محمد كامل، رئيس مركز ومدينة ملوي، بفساد بعض موزعي الخبز، مشيرا إلي أنه تم ضبط أحدهم أثناء بيعه أكثر من ٣٠٠ رغيف في السوق السوداء، فتحرر له محضر وأحيل إلي النيابة.
من جانبه، قال المحافظ الدكتور أحمد ضياء الدين، خلال لقائه أعضاء الجهاز التنفيذي لمركز العدوة: «خيبة أن الفضائيات تهتم بقضية الخبز وتدعو إلي أن تستمر حتي تكون مادة صحفية وإعلامية للتداول»، وطالب بضرورة الاستعانة بشباب الحزب الوطني للقيام بدور مفتشي التموين في مراقبة المخابز، مقابل بدلات يتم صرفها لهم.
وفي أسيوط، أكد المحافظ اللواء نبيل العزبي، نجاح تجربة التوصيل إلي المنازل في مراكز المحافظة، في القضاء علي الزحام أمام منافذ التوزيع، وتوفير احتياجات المواطنين من الخبز، بالإضافة إلي توفير فرص عمل جديدة لشباب الخريجين. وقال العزبي خلال استعراضه التجربة في مركز الغنايم إنها بدأت بعد نجاح تجربة فصل إنتاج الخبز عن توزيعه بجميع مراكز المحافظة.
من جانبه، أوضح أبوطالب مهران، رئيس مركز ومدينة الغنايم، أنه تم فصل الإنتاج عن التوزيع في ٣٨ مخبزاً، وإنشاء ٣٨ منفذاً للتوزيع، استوعبت ٣٨ من شباب الخريجين، بالإضافة إلي الإعلان عن قبول طلبات الاشتراك في المشروع وصلت إلي ٧٢٠٠ طلب.
وفي قنا، قرر المحافظ اللواء مجدي أيوب، إنشاء نقاط للرقابة الأمنية والتموينية في جميع أسواق مدن ومراكز وقري المحافظة ينتهي إنشاؤها خلال أسبوع، موضحا أن دور هذه النقاط يتمثل في الرقابة علي الأسواق، علي أن تضم كل نقطة مفتش تموين، وفردا من مباحث التموين، وموظفا من الوحدة المحلية لتحقيق الانضباط واستقرار الأسعار.