الأحداث التي تمر بها مصر في الوقت الحالي تحتاج منا إلي وقفة صريحة مع النفس، وقفة من كل المصريين، سواء كانوا مسؤولين أو غير مسؤولين حتي نستطيع أن ننقذ مايمكن إنقاذه.
فمجموع تلك الأحداث التي شهدناها مؤخراً ابتداء من طوابير الخبز، مروراً بتجاوزات بعض رجال الأمن ضد المواطنين في أكثر من موقع وحدث، وانتهاء بموجة ارتفاع الأسعار، قد خلقت نوعاً من الذعر بين أفراد الشعب، فضلاً عن الاحتقان السياسي الموجود بين أكثر من تيار،
إنها حقاً أمور محزنة، وتحتاج منا إلي الحديث المباشر والصريح وترجمة ما يجول بالخاطر من هموم وأفكار لا تجد من يصغي إليها لعل وعسي!!
وما اطلعت عليه في إعلامنا، وما لمسته من معلومات تمثل الواقع الأليم عن الفساد الذي استشري في البلد، والواسطة، والرشاوي، والمحسوبية، والبطالة و.. يدفعني وبقوة لإصدار صرخة ألم واستغاثة بمن بيدهم مصيرنا أن يفعلوا شيئاً إيجابياً لهذا الشعب المطحون.
وأذكركم بأن البطالة وحدها شيء خطير.. فقديماً قالوا: «الجوع مرشد سيئ للشعوب»، وهذا يعني أن انعدام فرص العمل يؤدي إلي صعوبة الحصول علي لقمة العيش، ويولد مناخاً يساعد علي خلق متطرفين ومجرمين يهددون الأمن العام، وبصرف النظر عما إذا كان هؤلاء علي صواب فيما يفعلونه أم علي خطأ بما يحملونه من أفكار لصالح جهة هنا أو هناك، فإنه لا يجب علينا إغفالهم!
يجب العمل علي إيجاد حلول سريعة وفعالة وملموسة وواقعية لاحتضانهم.. ولكي نخرج من هذا النفق المظلم الذي وضعنا فيه أنفسنا وحتي تستقيم أمورنا، ويشعر هؤلاء المواطنون بأن هناك من يهتم بهم ويعمل من أجلهم ليؤمن لهم ولمن يعولون لقمة العيش الشريفة،
لابد لنا من أن نعمل كي نضمن ولاءهم من أجل سلامة الوطن والمواطنين، وذلك عن طريق تلبية الحد الأدني من احتياجاتهم المادية والعضوية..
ولكي يتحقق ذلك لابد لنا من خلق فرص حقيقية لنمو ظاهرة «العدل الاجتماعي» بين المواطنين في كل شيء - دون التمييز بين ابن الباشا وابن الخفير - في الحصول علي الوظائف،
كما يجب معرفة أين ذهبت كل هذه الديون التي تهدد حاضر مصر ومستقبلها، سواء الداخلية منها أو الخارجية، وكذلك أموال بيع القطاع العام فيما عرف «ببرنامج الخصخصة».. علينا أن نشعر المواطن بأنه محل اهتمام وتقدير المسؤولين، لقد أتوا لمناصبهم من أجل خدمته، لا بهدف استعباده.. إن تم هذا فسيكون له أبلغ الأثر في نفوس الغلابة، وما كانوا يهمسون به سراً من مساوئ العهد وسيتحدثون عنه علناً بالإشادة، فهل من مجيب؟