استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أحمد قذاف الدم، المنسق العام للعلاقات المصرية - الليبية الذي صرح عقب المقابلة بأنه نقل رسالة شفهية للرئيس مبارك من شقيقه الأخ العقيد معمر القذافي حول مجموعة من القضايا علي رأسها العلاقات مع الشقيقة مصر ومحيط العالم العربي وما يحيط به من تطورات.
وقال قذاف الدم إن الرسالة تتعلق أيضًا بالقمة الأفريقية المقبلة علي أرض مصر وأهميتها، مشيرًا إلي أن اللقاء تناول الطرح الأوروبي لموضوع البحر المتوسط، وتنسيق المواقف حول هذا الطرح.
وأضاف أننا درسنا نتائج اجتماعات وزراء الخارجية العرب حول هذا الطرح، مؤكدًا التواصل المستمر بين مصر وليبيا حول جميع هذه القضايا.
وحول الموقف الليبي من مبادرة ساركوزي بالنسبة للبحر المتوسط، قال قذاف الدم «لايزال هناك غموض كبير حول جوانب هذا الطرح، لأن الحديث عن اتحاد هو كلمة كبيرة، فنحن لم نتحد مع بعضنا البعض حتي نتحد مع الآخرين»،
مضيفًا: إننا أول من نادي بأن يكون البحر المتوسط بحيرة سلام، ونحن حلقة وصل بين الدول المطلة علي البحر المتوسط في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، ولذلك نحن مع اتفاقيات تحمي البحر المتوسط من التلوث والأساطيل وأن يكون في خدمة القارتين الأفريقية والأوروبية المطلة عليه من أجل التعاون والاستثمار وتحقيق فائدة اقتصادية.
وأضاف: «إننا في تشاور مستمر مع أوروبا والرئيس ساركوزي، ولا نريد أن نستبق الأحداث، كما يجب التشاور مع الدول العربية والأفريقية التي ننتمي إليها مثلما حدث مع الجانب الأوروبي».
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مباحثات الرئيس مبارك وقذاف الدم، التي بحثت مشروع الاتحاد من أجل المتوسط تعرضت للرفض الليبي ومعارضتها للحضور، وذلك لصيغة الدول المشاركة في المشروع والتي لا تدخل في النطاق المتوسطي.
وأشارت المصادر إلي أن مصر تحاول أن تقوم بإقناع ليبيا بالحضور لأهمية هذا المشروع، وسوف يترأس الرئيس مبارك دول الجنوب للاتحاد من أجل المتوسط، وذلك بعد الإجماع العربي بترشيح مصر لرئاسة الجنوب، خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب المشاركين لحوض البحر المتوسط، الذي عقد في القاهرة منذ أربعة أيام.
وأضافت المصادر أن زيادة الرئيس مبارك إلي فرنسا الشهر الماضي، التي أعقبتها زيارة إلي ليبيا كانت قد ناقشت إقناع الجانب الليبي بحضور قمة الاتحاد التي ستعقد في ١٣ يوليو المقبل بفرنسا.
وحول الموضوعات التي ستطرحها ليبيا علي القمة الأفريقية المقبلة بشرم الشيخ في نهاية يونيو المقبل، قال قذاف الدم إن هذه القمة من أهم أولوياتها قيام حكومة أفريقية خاصة، مشيرًا إلي التشاور حول هذه الحكومة في أكثر من قمة، متمنيا أن يكون لمصر شرف الإعلان عنها علي أرض مصر.